وقال العز الموصلي : [بحر الوافر]
إليك حياض حمّامات مصر |
|
ولا تتكثّري عندي بمين |
حياض الشام أحلى منك ماء |
|
وأطهر وهي دون القلتين |
وهذان البيتان جواب منه عن قول ابن نباتة (١) : [بحر مجزوء الكامل]
أحواض حمام الشآ |
|
م ألا اسمعي لي كلمتين |
لا تذكرى أحواض مص |
|
ر فأنت دون القلتين |
وأما قول النّواجي سامحه الله تعالى : [بحر مجزوء الخفيف]
مصر قالت دمشق لا |
|
تفتخر قط باسمها |
لو رأت قوس روضتي |
|
منه راحت بسهمها |
فهو من باب تفضيل الوطن من حبه ، ومنه قول الوداعي : [بحر المسريع]
روّ بمصر وبسكانها |
|
شوقي وجدد عهدي الخالي |
وارو لنا يا سعد عن نيلها |
|
حديث صفوان بن عسال (٢) |
فهو مرادي لا «يزيد» ولا |
|
«ثور» وإن رقّا ورقا لي |
ومن ذلك النمط قول الشهاب الحجازي : [بحر الرجز]
قالوا دمشق قد زهت لزهرها |
|
فامض وشاهد جوزها ولوزها |
فقلت لا أبدل بلدتي بها |
|
ولست أرضى زهرها ولو زها (٣) |
[وقول الخفاجي قاضي مصر ، وإن لم يكن في دمشق ، لكن في السياق في النظم : [بحر المنسرح]
قد فتن العاشقين حين بدا |
|
بطلعة كالهلال أبرزها |
طرّ له شارب على شفة |
|
كالورد في الآس حين طرزها](٤) |
__________________
(١) ديوان ابن نباتة ص ٥٣٧.
(٢) صفوان بن عسال المرادي ، صحابي معروف (تقريب التهذيب ج ١ ص ٣٦٨).
(٣) ولو زها ـ مركبة من لو الشرطية وزها : فعل ماض.
(٤) ما بين حاصرتين ساقط من ب ، ه.