أقمت بدارهم ستين يوما |
|
فلم أظفر بها بفتى أديب |
والجواب واحد ، ولا يضر الحقّ الثابت إنكار الجاحد ، وأخف من الجميع قول العارف بالله تعالى سيدي عمر بن الفارض رضي الله تعالى عنه : [بحر الرمل]
جلّق جنّة من تاه. وباهى |
|
ورباها أربي لو لا وباها |
قال غال : بردى كوثرها |
|
قلت : غال برداها برداها (١) |
وطني مصر وفيها وطري |
|
ولنفسي مشتهاها مشتهاها (٢) |
ولعيني غيرها إن سكنت |
|
يا خليليّ سلاها ما سلاها |
وأخفّ منه قول ابن عبد الظاهر : [بحر الخفيف]
لا تلوموا دمشق إن جئتموها |
|
فهي قد أوضحت لكم ما لديها |
إنها في الوجوه تضحك بالزّهر |
|
لمن جاء في الربيع إليها |
وتراها بالثلج تبصق في لحية |
|
من مرّ في الشتاء عليها |
وقول ابن نباتة وهو بالشام يتشوق إلى المقياس والنيل (٣) : [بحر الكامل]
أرق له بالشام نيل مدامع |
|
يجريه ذكر منازل المقياس |
سقيا لمصر منازلا معمورة |
|
بنجوم أفق أو ظباء كناس |
وطني سهرت له وشابت لمّتي |
|
ونعم على عيني هواه وراسي |
من لي به والحال ليس بآنس |
|
كدر وعطف الدهر ليس بقاسي (٤) |
والطرف يستجلي غزالا آنسا |
|
بالنيل لم يعتد على باناس |
رجع إلى مدح دمشق.
وقال الناصر داود بن المعظم عيسى (٥) : [بحر الطويل]
__________________
(١) غال : في صدر البيت اسم فاعل من الغلوّ وهو فاعل قال. وبردى : اسم نهر بدمشق.
وغال : في عجز البيت اسم فاعل من غلاء السعر و «برداها» مؤلف من الباء الجارة. والردى : بمعنى الهلاك ، وضمير دمشق.
(٢) المشتهى : متنزه بمصر.
(٣) ديوان ابن نباتة ص ٢٦٤ ـ ٢٦٥.
(٤) في ب : «بآيس».
(٥) هو الملك الناصر داود بن المعظم بن العادل صاحب الكرك صلاح الدين أبو المفاخر كان ذكيا فاضلا بصيرا بالأدب ، بديع النظم. ملك دمشق بعد أبيه. توفي بظاهر دمشق بقرية البويضاء. توفي سنة ٦٥٦ ه (شذرات الذهب ج ٥ ص ٢٧٥).