اسمع أخيّ نصيحتي |
|
والنّصح من محض الديانه |
لا تقربنّ إلى الشّها |
|
دة والوساطة والأمانه |
تسلم من ان تعزى لزو |
|
ر أو فضول أو خيانه (١) |
وذكر أنه أدرك الشيخ الولي العارف بالله سيدي أبا العباس أحمد بن جعفر الخزرجي السبتي ، صاحب الحالات والكرامات الظاهرة والطريقة الغريبة والأحوال العجيبة ، قال : أدركته بمراكش سنة أربع وتسعين وخمسمائة وقد ناهز الثمانين ، ومهما حصل عنده مال فرّقه في الحال ، وتركته في سنة ثمان وتسعين حيّا يرزق ، انتهى.
ووليّ الله السبتي قد ذكرت في غير هذا الموضع بعض أحواله ، فلتراجع في الباب الثامن من ترجمة لسان الدين بن الخطيب ، ومحلّه مقصود لقضاء الحاجات ، وقد زرته مرارا عديدة سنة ١٠١٠.
وقال لسان الدين في «نفاضة الجراب» : كتبت عن السلطان الغني بالله محمد بن يوسف بن نصر ، ونحن بفاس ، يخاطب الضريح المقصود ، والمنهل المورود ، والمرعى المنتجع ، والخوان الذي يكفي الغرثى (٢) ، ويمرّض المرضى ، ويقوت الزّمنى (٣) ويتعدّاهم إلى أهل الجدة زعموا والغنى ، قبر ولي الله سيدي أبي العباس السبتي نفعنا الله به ، وجبر حالنا ، وأعاد علينا النعم ، ودفع عنّا النقم : [بحر الخفيف]
يا وليّ الإله أنت جواد |
|
وقصدنا إلى حماك المنيع |
راعنا الدهر بالخطوب فجئنا |
|
نرتجي من علاك حسن الصّنيع |
فمددنا لك الأكفّ نرجّي |
|
عودة العزّ تحت شمل جميع |
قد جعلنا وسيلة تربك الزا |
|
كي وزلفى إلى العليم السميع (٤) |
كم غريب أسرى إليك فوافى |
|
برضا عاجل وخير سريع (٥) |
يا وليّ الله الذي جعل جاهه سببا لقضاء الحاجات ، ورفع الأزمات ، وتصريفه باقيا بعد الممات ، وصدّق قول الحكايات ظهور الآيات (٦) ، نفعني الله بنيّتي في بركة تربك! وأظهر عليّ
__________________
(١) تعزى : تنسب.
(٢) الخوان : المائدة. والغرثى : جمع غرثان ، وهو الجوعان.
(٣) الزمنى : جمع زمن ، وهو المصاب بمرض مزمن.
(٤) زلفى : قربة ، ومنزلة.
(٥) أسرى : سار ليلا.
(٦) الآيات : هنا الكرامات.