فلا زال يرقى للمعالي مكرما |
|
وينتعل العيوق في رغم فرقد (١) |
فأجته بقولي :
أأحمد وصف بالعوارف يرتدي |
|
وأشرف مولى للمعارف يهتدي |
نجومك إذ أنت الخليل توقّدت |
|
فأنّى أجاريها بنحو المبرد |
أتاني نظام منك خيّر فكرتي |
|
على أنه أعلى مرامي ومقصدي |
فأنت ابن شاهين الذي طار صيته |
|
بجو العلا والضد ضل بفرقد |
فبرّك موصول وشانيك منكر |
|
وقدرك مرفوع على رغم حسد (٢) |
وعند حديث الفضل أسند عاليا |
|
بشام فهم يروون مسند أحمد |
فوجهك عن بشر ويمناك عن عطا |
|
وفكرك يروي في الهدى عن مسدّد |
فلا زلت ترقى أوج سعد ورفعة |
|
ودمت بتوفيق وعز مخلد |
ولما خاطبته بقولي : [بحر الطويل]
يصيد ابن شاهين بجو بلاغة |
|
سوانح في وكر البدائع تفرخ |
وما كان ديك الجن مدرك نيلها |
|
إذا صرصر البازي فلا ديك يصرخ |
ولو جاد فكر البحتري بمثلها |
|
لكان على الطائي بالأنف يشمخ (٣) |
ولو أن نظم ابن الحسين أتيحها |
|
لفاز بسبق حكمه ليس ينسخ (٤) |
فلا زال ملحوظا بعين عناية |
|
وكتب التهاني عن علاه تؤرخ |
أجابني بما نصه : [بحر الطويل]
أأنفاس عيسى ما بروعي ينفخ |
|
أم الطرس أضحى بالعبير يضمّخ (٥) |
__________________
(١) العيوق ، بفتح العين وتشديد الياء مضمومة : نجم أحمر مضيء يقع في طرف المجرة الأيمن وهو يتلو الثريا لا يتقدمها ، والفرقد ـ بزنة جعفر ـ نجم قريب من القطب الشمالي وهو الذي يهتدي به السارون ، وهو كثير الورود في الشعر ، وأحيانا يرد مثنى فيقال : «الفرقدان» ومن ذلك قول أبي العلاء المعري :
فاسأل الفرقدين عما أحسا |
|
من قبيل وآنسا من بلاد |
(٢) شانيك : أصلها شانئك. وشنأه : أبغضه بغضا شديدا.
(٣) الطائي : أراد أبا تمام.
(٤) ابن الحسين : أراد أحمد بن الحسين المتنبي.
(٥) الطّرس : الصحيفة.