وخاطبني أيضا منهم الفقيه النبيه سيدي مصطفى بن محب الدين حفظه الله تعالى بقوله : (١) [بحر الطويل]
فضائل قطب الغرب في العلم والفضل |
|
هو المقريّ الأصل حائزة الخصل |
حوى كل علم كلّ عن بعضه السّوى |
|
فلا غرو أن أضحى فريدا بلا مثل |
وحاز فنونا من ضروب معارف |
|
ومن فضل تحقيق ومن منطق فصل |
توخّى دمشق الشام فافترّ ثغرها |
|
سرورا به وازيّنت من حلى الفضل |
وشرف مصرا قبلها فاكتست به |
|
ملابس فخر زانها كرم الأصل |
لقد أشرقت من أفق غرب شموسه |
|
وناهيك أفقا نوره قدره يعلي (٢) |
نفاسته فيها تنافست الورى |
|
بما قد غدا من در ألفاظه يملي |
مليء من التحقيق إن عنّ مشكل |
|
تكفل بالتبيان والشرح والحل (٣) |
إذا ما أدار الدر من كأس لفظه |
|
سقانا عقار الفضل علا على نهل |
نظام له يحكي قلائد عسجد |
|
وثغر مليح فائق الحسن والدل |
وأسجاعه إن حاك وشي نسيجها |
|
حكت حبرا حيكت نمارق من غزل |
له القلم الأعلى بشرق ومغرب |
|
له الموضع الأسمى على الكل في الكل |
فيا سيدا حاز المفاخر والعلا |
|
وفاقت حلى الآداب منه على الحلي |
إليك من العبد الحقير تحية |
|
لقد نشأت عن خالص الود من خل |
موال يوالي الحب والقرب منكم |
|
بظاهر غيب لا يحيد عن الوصل |
فلا زلت محبوّا بسابغ نعمة |
|
وفضل نعيم وافر وارف الظل |
ودمت لدى الأسفار في نجح أوبة |
|
وجمع لشمل بالمواطن والأهل (٤) |
وخاطبني أيضا الشيخ سيدي محمد بن سعد الكلشني بقوله : [بحر الخفيف]
__________________
(١) هو مصطفى بن أحمد بن منصور بن إبراهيم الدمشقي الأديب المتوفى سنة ١٠٦١ ه (خلاصة الأثر ج ٤ ص ٣٦٥).
(٢) في ب ، ه : «قدره معلي».
(٣) في ب : «مليّ من التحقيق».
(٤) الأوبة : الرجعة ، والعودة.