أعني به المقريّ من قد |
|
سما على البدر في المنازل |
أحمد مولى له أياد |
|
كالغيث يغني لكل سائل |
علامة حاز كل فضل |
|
سبقا ومن بالعلوم عامل |
من قد نشا في العلوم طرّا |
|
وحاز علم البيان الكامل |
طويل باع بسيط فضل |
|
مديد جود لكل آمل |
ووافر العقل راح يهدي |
|
سريع فضل لكل فاضل |
وجامع العلم في ابتهاج |
|
بمنطق في الأصول حافل |
وهكذا في الكلام مهما |
|
أفاده في الدروس شامل |
يروي صحيح الحديث دأبا |
|
بالسند الواصل الدلائل |
وكم علوم أفاد من قد |
|
أتاه في مشكل المسائل |
وحل إبهام كل شكل |
|
من فن وفق إلى الوسائل |
وغاص في لجة المعاني |
|
واستخرج الدر في المحافل (١) |
وفي فنون البديع أضحى |
|
جناسه قد حوى رسائل |
وكم دليل أقام لما |
|
برهانه أبهت المعازل |
إن كان وافى لنا أخيرا |
|
فهو الذي فاخر الأوائل |
بحر محيط يفيض منه |
|
على رياض بكل ساحل |
وافى من المغرب نحو شرق |
|
يجوب من فوق متن بازل (٢) |
في مهمه صحصح مهول |
|
وحزنه كم به غوائل (٣) |
وحثّ فيه المسير حتى |
|
خلفه من وراء كاهل |
وجاء باليمن في أمان |
|
وصحة الجسم والشمائل |
وحل في الشام عند قوم |
|
من أكرم الناس في القبائل |
ذاك ابن شاهين ذو المعالي |
|
رب الندى للألوف باذل |
__________________
(١) اللجة : في الأصل معظم الماء ، وهنا معظم المعاني وأعمقها وأروعها.
(٢) البازل : المسن القوي من الإبل.
(٣) المهمه : الصحراء الواسعة الخالية من الماء. والصحيح : المستوي من الأرض. والمهول : المخيف. والحزن : الغليظ من الأرض. والغوائل : المهلكات.