كأنه الشمس جاء يهدي |
|
للبدر نورا وليس آفل |
بل كان غيثا لهم وكانوا |
|
روضا أريضا لشكر وابل (١) |
فبجّلوه وعظموه |
|
وادّخروا عاجلا لآجل |
جزاهم الله كل خير |
|
وصانهم من جدال جاهل |
وأحمد دام في أمان |
|
المقريّ الرضا المعامل |
لربه في دجى الليالي |
|
ويرشد الناس في الأصائل (٢) |
لا زال في نعمة وخير |
|
وفي أمان يعود عاجل |
وخاطبني الأديب الفاضل ، الشيخ أبو بكر العمري شيخ الأدباء بدمشق ، حفظه الله تعالى بقوله : [بحر الرجز]
تاهت تلمسان على مدن الدنى |
|
بعالم في العالمين يحمد |
المقري أحمد رب الحجا |
|
الكامل البحر الخضم المزبد |
مالك هذا العصر شافعيه |
|
أحمده نعمانه المسدد |
مذ حل مصر أذعنت أعلامها |
|
لفضله وبجّلوا ومجدوا |
وفي دمشق الشام دام سعدها |
|
كان له بها المقام الأسعد |
العلماء أجمعوا جميعهم |
|
على معاليه التي لا تجحد |
أقام شهرا أو يزيد وانثنى |
|
وفي الحشا منه المقيم المقعد |
سالت على فراقه دموعنا |
|
وفي القلوب زفرة لا تخمد |
لو قيل من يحمد في تاريخه |
|
ما قلت إلا المقريّ أحمد |
لا برحت أوقاته مفيدة |
|
ما صاح فوق عوده مغرّد |
قلت : وذكري لكلام أعيان دمشق ـ حفظهم الله تعالى! ـ ومديحهم لي ، ليس علم الله لاعتقادي في نفسي فضلا ، بل أتيت به دلالة على فضلهم الباهر ، حيث عاملوا مثلي من القاصرين بهذه المعاملة ، وكسوه حلل تلك المجاملة ، مع كوني لست في الحقيقة له بأهل ، لما أنا عليه من الخطأ والخطل والجهل.
__________________
(١) روض أريض : مونق معجب. والوبل المطر الغزير.
(٢) الأصائل : جمع أصيل ، وهو : الوقت بعد العصر إلى المغرب.