بتلك الطلعة العليا ، وإن سأل سيدي عن أخبار دمشق المحروسة ، دامت ربوعها المأنوسة ، فهي ولله الحمد منتظمة الأحوال ، أمنها الله من الشرور والأهوال ، ولم يتجدد من الأخبار ما نعلم به ذلكم الجناب ، لا زال ملحوظا بعين عناية رب الأرباب ، وأنا أسأل الله تعالى أن يصون جوهر تلك الذات من عوارض الحدثان ، وأن يحمي تلك الحضرة العلية من طوارق حكم الدوران. [بحر البسيط]
آمين آمين لا أرضى بواحدة |
|
حتى أضيف إليها ألف آمينا |
وهذا دعاء للبرية شامل (١) ـ العبد الداعي ، بجميع البواعث والدواعي ، تاج الدين المحاسني ، عفا الله تعالى عنه! انتهى.
وبالهامش ما صورته : وكاتب الأحرف العبد الداعي محمد المحاسني يقبل يدكم الشريفة ، ويخصكم بالسلام الوافر ، ويبث لديكم الشوق المتكاثر ، غير أنه قد نازعته نفسه في ترك المعاتبة ، لسيده الذي لم يسعد عبده منه بالمكاتبة ، على أنها مكاتبة تحكم عقد العبودية ، ولا تخرج رقبته من طوق الرقّيّة ، والمطلوب أن يخصه سيده وشيخه بدعواته المستطابة ، التي لا شك أنها مستجابة ، كما هو في سائر أوقاته ، وحسبان ساعاته ، ودمتم ، وحرر في رابع جمادى الثانية سنة ١٠٣٨ ، انتهى.
وكتب سيدي التاج المذكور لي ضمن رسالة من بعض الأصحاب ما صورته : [بحرالمجتث]
يا فاضل العصر يا من |
|
للشّرق والغرب شرّف |
يا أحمد الناس طرّا |
|
في كل ما يتصرف |
يهدي إليك محبّ |
|
دموعه تتذرف |
شوقا وودّا قديما |
|
منكّرا يتعرف |
ولنختم مخاطبات أهل دمشق لي بما كتبه لي أوحد الموالي الكرام (٢) ، السري ، عين الأعيان ، صدر أرباب البلاغة والبيان ، مولانا أحمد الشاهيني السابق الذكر في هذا التأليف مرات ، ضاعف الله تعالى لديه أنواع المبرات والمسرات ، آمين ، ليكون مسكا للختام ، إذ محاسنه ليس بها خفاء ولا لها اكتتام (٣) ، ونص محل الحاجة منه هو الفياض : [بحر السريع]
__________________
(١) هذه الفقرة عجز بيت وهو بكامله :
بقيت بقاء الدهر يا كهف أهله |
|
وهذا دعاء للبرية شامل |
(٢) في ب ، ه : «الكبراء».
(٣) في ب ، ه : «انكتام».