وصبرا على بعد اللقاء صبرا ، فإن يقدر في هذه الدار نلنا فيها ما نتمنى ، وإلا فلن نعدم بفضل الله جزاء الحسنى ، ولقاء لا يبيد ولا يفنى ، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، إيقانا بالوعد وتحقيقا ، فمن أوجب له محبته ، أدخله جنته ، وأحضره مأدبته ، وكمّل له أمنيته ، جعلنا الله من المتحابين في جلاله ، بكرمه وإفضاله! وكتبه محبكم ومعظمكم ، الواصل حبل وده بودكم ، المشرف لعهدكم ، المنوه بفخركم ومجدكم ، العبد الفقير الحقير ، المشفق على نفسه من التقصير والذنب الكبير ، محمد بن يوسف التاملي ، غفر الله ذنبه! وستر عيبه! وجبر قلبه! وجمعه بمن أحبه! بالنبي صلى الله عليه وسلم ، في عاشوراء المحرم فاتح سنة ثمانية وثلاثين (١) وألف ، انتهى.
وصحبة هذا المكتوب ورقة نصها : بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. [بحر الرجز]
لله در العالم الجيّاني |
|
كأنما ينظر بالعيان |
للمقّريّ العالم المفضال |
|
منظّرا بأحسن المثال |
وعالم بأنني من بعده |
|
أشير في نظامنا لقصده |
وها أنا بالله أستعين |
|
مضمنا وربّنا المعين |
بالشطر من ألفية ابن مالك |
|
أيدنا الله لنسج ذلك |
قال محمد عبيد المالك |
|
وسالك الأحسن من مسالك |
نشير بالتضمين للتحرير |
|
المقري الفاضل الشهير |
ذاك الإمام ذو العلاء والهمم |
|
(كعلم الأشخاص لفظا وهو عم) |
فلن ترى في علمه مثيلا |
|
(مستوجبا ثنائي الجميلا) |
ومدحه عندي لازم أتى |
|
(في النظم والنثر الصحيح مثبتا) |
أوصاف سيدي بهذا الرجز |
|
(تقرب الأقصى بلفظ موجز) |
فهو الذي له المعالي تعتزي |
|
(وتبسط البذل بوعد منجز)(٢) |
رتبته فوق العلا يا من فهم |
|
(كلامنا لفظ مفيد كاستقم) |
وكم أفاد دهره من تحف |
|
(مبدي تأوّل بلا تكلف) |
__________________
(١) في ب : «ثمان وثلاثين».
(٢) في ب ، ه : «فهو الذي له المعاني تعتزي». وتعتزي : تنسب.