١١٥ ـ علفتها تبنا وماء باردا |
|
حتّى غدت همّالة عيناها |
وقول الآخر :
______________________________________________________
١١٥ ـ هذا بيت من الرجز ، ولم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين ، وقد أنشده المؤلف في أوضحه (رقم ٢٥٨) وأنشد صدره ابن عقيل (رقم ١٦٥) والأشموني (رقم ٤٤١) ويروى صدره عجزا في بيت آخر من الرجز المصرع هكذا :
لمّا حططت الرّحل عنها واردا |
|
علفتها تبنا وماء باردا |
اللّغة : «علفتها» تقول : علفت الدابة ـ من باب ضرب ـ وأعلفتها بالهمزة ، إذا أطعمتها ، «تبنا» هو بكسر التاء المثناة وسكون الباء الموحدة ـ قصب الزرع بعد أن يجف ثم يداس ، «همالة» صيغة مبالغة من قولهم : هملت عين فلان ، إذا أرسلت دمعها إرسالا.
الإعراب : «علفتها» فعل وفاعل ومفعول أول ، «تبنا» مفعول ثان ، «وماء» الواو عاطفة عطفت جملة على جملة : ماء : مفعول به لفعل محذوف ، تقديره : وسقيتها ماء ، وهذه الجملة معطوفة بالواو على الجملة السابقة ، وستعرف كلاما آخر في ذلك ، «باردا» صفة لماء ، «حتى» حرف غاية وجر ، «غدت» غدا : فعل ماض ، والتاء علامة التأنيث ، «همالة» حال من فاعل غدت «عيناها» عينا : فاعل غدت ، مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، وعينا مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه ، وغدت مع ما بعده في تأويل مصدر مسبوك بأن محذوفة ، وهذا المصدر مجرور بحتى ، والجار والمجرور متعلق بعلف ، وتقدير الكلام : علفتها تبنا وسقيتها ماء إلى غدوها همالة عيناها.
الشّاهد فيه : قوله «وماء» ؛ فإنه لا يمكن عطفه على ما قبله ؛ لكون العامل في المعطوف عليه لا يصح تسليطه على المعطوف مع بقاء معنى هذا العامل على حاله.
وللعلماء ثلاثة آراء في تخريج هذا البيت ونحوه :
أحدها : أن قوله «وماء» لا يجوز أن يكون مفعولا معه كما لا يجوز أن يكون معطوفا على ما قبله عطف مفرد على مفرد ، بل هو مفعول لفعل محذوف يناسبه ، وهذا الوجه هو الذي ذكره المؤلف ههنا ، وهو الذي أعربنا البيت على مقتضاه ، وهو قول الفارسي والفراء وجماعة ، وإنما لم يجز عند هؤلاء جعله مفعولا معه لأن الواو التي قبله ليست بمعنى مع ، وستعرف في بيان الوجه الثاني سر عدم صلاحيتها للدلالة على معنى مع.
الوجه الثاني : أنه مفعول معه : لأنه إذا لم يصح العطف في الاسم الذي بعد الواو لمانع لفظي أو معنوي انتصب على أنه مفعول معه ، وقد ذكر هذا الوجه ابن عقيل.
فأما المؤلف في أوضحه فقد أنكر ذلك ، ووجه الإنكار أن كونه مفعولا معه يقتضي أن تكون الواو