شرح شذور الذّهب

قائمة الکتاب

البحث

البحث في شرح شذور الذّهب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

لمن قال «من قام» أو «من ضرب» ووجوبا ، نحو (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ* وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ* وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ) ولا يكونان جملة فنحو (وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ) على إضمار التّبيّن ، ونحو (وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) على الإسناد إلى اللّفظ ، ويؤنّث فعلهما لتأنيثهما : وجوبا في نحو «الشّمس طلعت» و «قامت هند» أو «الهندان» أو «الهندات» وجوازا : راجحا في نحو «طلعت الشّمس» ومنه «قامت الرّجال» أو «النّساء» أو «الهنود» و «حضرت القاضي امرأة» ومثل قامت النّساء «نعمت المرأة هند» ومرجوحا في نحو «ما قام إلّا هند» وقيل : ضرورة ، ولا تلحقه علامة تثنية ولا جمع ، وشذّ نحو «أكلوني البراغيث».

وأقول : ذكرت هنا خمسة أحكام يشترك فيها الفاعل والنائب عنه :

الحكم الأول : أنهما لا يحذفان ، وذلك لأنهما عمدتان ، ومنزّلان من فعلهما منزلة الجزء.

فإن ورد ما ظاهره أنهما فيه محذوفان فليس محمولا على ذلك الظاهر ، وإنما هو محمول على أنهما ضميران مستتران (١) ؛ فمن ذلك قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن» ؛ ففاعل «يشرب» ليس ضميرا عائدا إلى ما تقدم ذكره ـ وهو الزاني ـ لأن ذلك خلاف

______________________________________________________

وإنّما يرضي المنيب ربّه

ما دام معنيّا بذكر قلبه

فإن قوله «معنيّا» اسم مفعول يعمل عمل الفعل المبني للمجهول وهو منصوب لأنه خبر دام ، وقوله «بذكر» جار ومجرور ، وهو نائب فاعل لمعنيّ ، وقوله «قلبه» مفعول ثان لمعنيّ ، ولم ينب الشاعر المفعول به مع وجوده في الكلام ، بدليل أنه جاء به منصوبا ، وأناب الجار والمجرور.

وكل هذه الشواهد محمولة على الضرورة الشعرية عند جمهور البصريين.

__________________

(١) هذا الكلام على إطلاقه صحيح بالنسبة لنائب الفاعل ، ولكنه غير صحيح بالنسبة للفاعل ، وذلك لأن الفاعل قد حذف في مواضع عديدة ، ومنها مواضع قياسية ، وذكر المؤلف نفسه في كتابه قطر الندى بعض هذه المواضع ، ونحن نجمل لك ذكر هذه المواضع حتى لا تضيع عليك فائدة نرجو أن تنتفع بها.