الأرض يوم الأحد ، وخلق دواب البرّ والبحر يوم الاثنين ، وهما اليومان اللّذان يقول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) (١). وخلق الشّجر ونبات الأرض (٢) وأنهارها وما فيها والهوامّ في يوم الثّلاثاء ، وخلق الجانّ ، وهو أبو الجنّ يوم السّبت ، وخلق الطّير في يوم الأربعاء ، وخلق آدم في ستّ ساعات في يوم الجمعة. فهذه (٣) السّتّة الأيّام خلق الله السّموات والأرض وما بينهما.
وفي روضة الكافي (٤) : عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول : إنّ الله خلق الخير يوم الأحد [وما كان ليخلق الشّرّ قبل الخير ، وفي يوم الأحد] (٥) والاثنين خلق الأرضين ، وخلق أقواتها في يوم الثّلاثاء ، وخلق السّموات يوم الأربعاء ويوم الخميس ، وخلق أقواتها يوم الجمعة. وذلك قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ).
(وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) : قبل خلقهما.
قيل (٦) : لم يكن حائل بينهما ، لا أنّه كان موضوعا على متن الماء. واستدلّ به على إمكان الخلاء ، وأنّ الماء أوّل حادث بعد العرش من أجرام هذا العالم.
وقيل (٧) : كان الماء على متن الرّيح.
وفي كتاب التّوحيد (٨) : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدّقّاق ـ رحمه الله ـ قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفيّ ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكيّ قال : حدّثنا جذعان بن نصر [أبو نصر] (٩) الكنديّ قال : حدّثنا سهل بن زياد الآدميّ ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله (١٠) بن كثير ، عن داود الرّقّيّ قال : سألت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ).
فقال لي : ما يقولون [في ذلك] (١١).
__________________
(١) فصّلت / ٩.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : والنبات والأرض.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : ففي هذه.
(٤) الكافي ٨ / ١٤٥ ، ح ١١٧.
(٥) من المصدر.
(٦) أنوار التنزيل ١ / ٤٦٢.
(٧) نفس المصدر والموضع.
(٨) التوحيد / ٣١٩ ـ ٣٢٠ ، ح ١.
(٩) من المصدر.
(١٠) بعض نسخ المصدر : عبد الرحمن.
(١١) من المصدر.