ـ عليهم السّلام ـ أنّه قال : حقيقة السّعادة أن يختم الرّجل عمله بالسّعادة. وحقيقة الشّقاوة أن يختم للمرء عمله بالشّقاوة.
عن جعفر بن محمّد (١) ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن عليّ ـ عليه السّلام ـ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : من علامات الشّقاء جمود العينين (٢) ، وقسوة القلب ، وشدّة الحرص في طلب الرّزق ، والإصرار على الذّنب.
وبالإسناد (٣) عن عليّ ـ عليه السّلام ـ عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه قال : يا عليّ ، أربع خصال من الشّقاء : جمود العين ، وقساوة القلب ، وبعد الأمل ، وحبّ البقاء.
وفي تفسير العيّاشيّ (٤) ، عن مسعدة بن صدقة قال : قصّ أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ قصص أهل الميثاق من أهل الجنّة وأهل النّار ، فقال في صفات أهل الجنّة : فمنهم من لقي الله شهيدا لرسله ـ ثمّ مرّ (٥) في صفتهم حتّى بلغ من قوله ـ :
ثمّ جاء الاستثناء من الله في الفريقين جميعا ، فقال الجاهل بعلم التّفسير : «إنّ هذا الاستثناء من الله ، إنّما هو لمن دخل الجنّة والنّار. وذلك أنّ الفريقين جميعا يخرجان منهما فيبقيان ، وليس فيهما أحد».
وكذبوا! إنّما (٦) عنى بالاستثناء أنّ (٧) ولد آدم كلّهم وولد الجانّ معهم على الأرض ، والسّموات تظلّهم ، فهو ينقل المؤمنين حتّى يخرجهم إلى ولاية الشّياطين ، وهي النّار. فذلك الّذي عنى الله في أهل الجنّة والنّار : (ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ). يقول : في الدّنيا.
والله ـ تبارك وتعالى ـ ليس مخرج (٨) أهل الجنّة منها [أبدا] (٩). ولا كلّ أهل النّار منها [أبدا] (١٠). كيف يكون ذلك ، وقد قال الله ـ تعالى ـ في كتابه (١١) : (ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً)!؟ ليس فيهما استثناء.
__________________
(١) الخصال ١ / ٢٤٣ ، ح ٩٦.
(٢) المصدر : العين.
(٣) نفس المصدر والموضع ، ح ٩٧.
(٤) تفسير العياشي ٢ / ١٥٩ ـ ١٦٠ ، ح ٦٦.
(٥) بعض نسخ المصدر : من.
(٦) المصدر : لكن.
(٧) ليس في ب.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : يخرج.
(٩ و ١٠) من المصدر.
(١١) الكهف / ٣.