واُميّة بن أبي الصلت يقول :
مجّدوا الله وهو للمجد أهل |
|
ربّنا في السماء أمسى كبيرا |
بالبناء الأعلى الذي سبق النا |
|
س وسوّى فوق السماء سريرا |
شرجعا (١) ما يناله بصر ال |
|
عين ترى دونه الملائك صورا (٢) و (٣) |
ترى أنّه يصور الله سبحانه ملكاً جبّاراً جالساً على عرشه ، والخدم دونه ينظرون إليه بأعناق مائلة ، وهو يتبجّح بذلك تبجّح المتكبّر باستصغار الناس وذلتهم.
ويقول أيضا :
« كيف يسوغ لاحد أن يقول : إنّه بكلّ مكان على الحلول مع قوله :
( الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ) أي استقر ، كما قال : ( فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ ) أي استقرت.
ومع قوله تعالى : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ).
كيف يصعد إليه شيء هو معه أو يرفع إليه عمل وهو عنده (٤).
ثم إنّه يستشهد بكونه سبحانه في السماء بما ورد في الحديث :
« إنّ رجلاً أتى رسول الله بأمة أعجميّة ، للعتق فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أين الله تعالى ؟
فقالت : في السماء قال : فمن أنا ؟ قالت : أنت رسول الله فقال عليهالسلام : هي مؤمنة وأمر بعتقها (٥).
__________________
(١) أي طويلا.
(٢) جمع « أصور » وهو المائل العنق.
(٣) تأويل مختلف الحديث : ص ٦٧.
(٤) نفس المصدر : ص ٢٧١.
(٥) المصدر نفسه : ص ٢٧٢.