أمّا السنّة فقد قال علي عليهالسلام : لم يطّلع العقول على تحديد صفته ، ولم يحجبها عن واجب معرفته (١).
يريد عليهالسلام انّ العقول وان كانت غير مأذونة في تحديد صفاته ، ولكنّها غير محجوبة عن التعرّف عليها إجمالا كيف وقال سبحانه ( وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) ( الذاريات / ٥٦ ).
والعبادة الصحيحة الكاملة لا تتيسّر إلاّ بعد تحقّق المعرفة الكاملة الممكنة للعابد ، وقال الامام علي بن الحسين عليهماالسلام : لما سئل عن التوحيد : إنّ الله عزّ وجلّ علم أنّه يكون في آخر الزمان أقوام متعمّقون ، فأنزل الله تعالى سورة قل هو الله أحد والآيات الستّ من سورة الحديد (٢).
وكتب الامام الصادق عليهالسلام في جواب سؤال « عبد الرحيم بن عتيك القصير » ـ عند ما سأله عن قوم بالعراق يصفون الله بالصورة وبالتخطيط ـ « سألت رحمك الله عن التوحيد وما ذهب إليه من قبلك فتعالى الله الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، تعالى عمّا يصفه الواصفون المشبّهون الله بخلقه المفترون على الله. فاعلم رحمك الله أنّ المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القرآن من صفات الله عزّ وجلّ ، فانف عن الله تعالى البطلان والتشبيه ، فلا نفى ولا تشبيه هو الله الثابت الموجود ، تعالى الله عمّا يصفه الواصفون ، ولا تعدوا القرآن فتضلّوا بعد البيان » (٣).
وسئل الإمام أبوجعفر الثاني عليهالسلام : يجوز أن يقال : إنه شيء ؟ قال : نعم ، يخرجه من الحدّين : حد التعطيل وحد التشبيه (٤).
__________________
(١) نهج البلاغة : الخطبه ٢٩.
(٢) الكافي ج ١ باب النسبة ص ٩١ الحديث ٣ ، ونور الثقلين ج ٥ ص ٢٣١.
(٣) الكافي ج ١ باب « النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه » الحديث ١.
(٤) الكافي ج ١ باب « اطلاق القول بأنّه شيء » الحديث ٢ ، ٥.