١ ـ إنّ العلم بالذات من الجهة الّتي تنشأ عنها المعلولات علم بنفس المعلول ، وقد أوضحنا هذا البرهان في ما سبق.
٢ ـ إنّ بسيط الحقيقة كل الأشياء وإنّ العلم بالذات علم إجمالي بنفس المعاليل قبل الايجاد ، وقد أوضحنا هذا الدليل أيضاً.
الثاني : ما ينسب إلى شيخ الاشراق وتبعه فيه جمع من المحقّقين بعده ، هو إنّ الأشياء أعمّ من المجرّدات ، والماديات حاضرة بوجودها العيني لديه سبحانه وغير غائبة عنه تعالى ولا محجوبة ، وهو علمه التفصيلي بالأشياء بعد الإيجاد.
وقد عرفت اتقان هذا القول ، غير أنّ علمه سبحانه بالأشياء لا يختصّ بهذا القسم إذ هو علم بالأشياء بعد الايجاد بالعلم الحضوري.
الثالث : إنّ ذاته المتعالية علم تفصيلي بالمعلول الأوّل ، واجمالي بما دونه ، وذات المعلول الأوّل علم تفصيلي بالمعلول الثاني ، وإجمالي بما دونه وعلى هذا القياس.
وقد عرفت إنّ خلو الذات الإلهية المقدّسة عن كمال العلم بما دون المعلول الأوّل غير تامّ ، كيف وهو وجود صرف لا يسلب عنه كمال.
الرابع : ما ينسب إلى المشائيين من أنّ له علماً حضورياً بذاته المتعالية ، وعلماً تفصيلياً حصولياً بالأشياء قبل ايجادها ، بحضور ماهيّاتها ( الصورة المرتسمة ) على النظام الموجود في الخارج لذاته تعالى ، وهذه الماهيّات قائمة به سبحانه نحو قيامها بأذهاننا فهوعلم عنائي له.
وفيه أنّ لازم ذلك خلو الذات عن العلم بالأشياء في مرتبة الذات. وقد عرفت ثبوته بالبرهانين المتقدّمين.
الخامس : إنّ علمه سبحانه بالمعلول الأوّل حضوري لحضور هويته الخارجية