والفتح : النصر والاظفار وقريب من ذلك في « المفردات » غير أنّه قسّم الفتح على قسمين : يدرك بالبصر كفتح الباب وقسم يدرك بالبصيرة كفتح الهمّ ، قال : « ويقال فتح القضية فتاحاً : فصل الأمر فيها وأزال الاغلاق ». قال تعالى : ( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ) ( الأعراف / ٨٩ ).
وعلى هذا ف « الفتّاح » من أسماء الله الحسنى وهو بمعنى الحاكم في الآية ، ويؤيّده ذكر العليم بعده ، ولا يراد منه الفاتح بمعنى المنتصر ، وإلاّ لكان المناسب أن يذكر بعده « العزيز » ، ويؤيّده صدر الآية : ( قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالحَقِّ ) فالآية تثبت البعث لتميز المحسن من المسيئ أوّلاً ثم القضاء بينهم بالحق وهو الحاكم العليم ، وبذلك يعلم أنّه « خير الفاتحين » أي خير الحاكمين ، لأنّ حكمه هو العدل والقسط ، وعلمه هو النافذ غير الخاطئ أبداً بخلاف حكم الآخرين فهم بين حاكم عادل أو جائر ، ومصيب أو مخطىء.