« إبراهيم ابن سيّار » ( النظام ) (١) المتوفّى عام ٢٣١ فقد خالف فيها وقال بعدم قدرته على القبيح وإلاّ لصدر منه فيكون فاعله جاهلاً أو محتاجاً وهو محال ، فيكون الفعل محالاً فلا يقدر عليه (٢).
الأمر الثاني : من جانب « عبّاد بن سليمان السيمري » حيث قال :
إنّ الله لا يقدر على خلاف معلومه. أي ما علم الله وقوعه ، وجب وقوعه وما علم عدمه ، يمتنع وقوعه ، إذ لو لم يقع ما علم وقوعه ، أو وقع ما علم عدمه ، لزم انقلاب علمه تعالى جهلاً ، وانقلاب علمه تعالى جهلاً محال (٣).
الأمر الثالث : من جانب البلخي المتوفّى عام ٣١٩ حيث قال : لا يقدر على مثل مقدور عبده لأنّه طاعة أو سفه أو عبث ، والكل عليه محال (٤).
الأمر الرابع : من جانب الجبّائيين : أبي علي وولده أبي هاشم (٥).
فقال : لا يقدر على عين مقدور العبد وإلاّ لاجتمع قادران على مقدور واحد وهو محال ، وإلاّ لزم وقوعه نظراً إلى إرادة أحدهما ، وعدمه نظراً إلى كراهة الآخر ، فيكون واقعاً وغير واقع ، وهذا خلف (٦).
__________________
(١) راجع في ترجمة النظام : الملل والنحل للشهرستاني : ج ١ ، ص ٥٣ ـ ٥٤ ، والتبصير في الدين للاسفرايني : ص ٧٠ ، والجزء الثالث من موسوعتنا « بحوث في الملل والنحل ».
(٢) نقله الفاضل السيوري في « ارشاد الطالبين » في شرح نهج المسترشدين : ص ١٨٧ ، و « العلامة » في كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد : ص ١٧٤.
(٣) اللوامع الإلهية : ص ١١٩ ، ارشاد الطالبين الى نهج المسترشدين : ص ١٨٩ ـ ١٩٠.
(٤) اللوامع الإلهية : ص ١١٩ ، ونهج المسترشدين : ص ١٩١.
(٥) توفّي أبو علي الجبائي عام ٣٠٣ كما توفّى ابنه أبو هاشم عام ٣٢١ ، وكانا من أقطاب المعتزلة.
(٦) اللوامع الإلهية : ص ١١٩ ، وقواعد المرام في علم الكلام لابن ميثم البحراني : ص ٩٦.