ج ـ ومن عابد للاسم والمعنى أي كلّّ واحد منهما أو مجموعهما فقد أشرك.
والتعبير بالشرك والكفر في القسمين الأوّلين لا يخفى لطفه.
د ـ ومن عابد للمعنى المقصود من هذه الأسماء بأن اعتقد الهاً خارجاً عن اطار الألفاظ والمفاهيم الذهنية وعقد عليه قلبه وجعل اللفظ معبراً عنه ، فهو موحّد يقتفي أثر سيّد الموحّدين علي عليهالسلام.
٣ ـ وروي عن هشام بن الحكم انّه سأل أبا عبد الله عليهالسلام عن أسماء الله واشتقاقها : الله ممّا هو مشتق ؟ قال فقال : يا هشام ، الله مشتق من اِله ، والاله يقتضي مألوهاً ، والاسم غير المسمّى ، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ، ولم يعبد شيئاً ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد كفر وعبد اثنين ، ومن عبد المعنى دون الاسم فذلك التوحيد. أفهمت يا هشام ؟
قال : فقلت : زدني ، قال : « إنّ لله تسعة وتسعين اسماً فلو كان الاسم هو المسمّى ، لكان كلّ اسم منها إلهاً ، ولكن الله معنى يُدَلُّ عليه بهذه الأسماء وكلّها غيره ـ إلى أن قال ـ يا هشام ، الخبز اسم للمأكول ، والماء اسم للمشروب ، والثوب اسم للملبوس ، والنار اسم للمحرق ، أفهمت يا هشام فهماً تدفع به وتناضل به أعداءنا والمتخذين مع الله جلّ وعزّ غيره ؟ » (١).
ورواه أيضاً عن عبدالرحمن بن أبي نجران لكن باختلاف يسير ، قال : كتبت إلى أبي جعفر أو قلت له : جعلني الله فداك نعبد الرحمن الرحيم الواحد الأحد الصمد ؟ قال : فقال : إنّ من عبد الاسم دون المسمّى بالأسماء أشرك وكفر وجحد ، ولم يعبد شيئاً بل اعبدوا الله الواحد الأحد الصمد المسمّى بهذه الأسماء ، دون الأسماء ، إنّ الأسماء صفاته وصف بها نفسه (٢).
__________________
(١) الكافي ج ١ باب المعبود ص ٨٧ الحديث ٢.
(٢) المصدر نفسه ، الحديث ٣.