فإن كان له ذلك فرسولٌ أيضاً. وقيل : هما بمعنى (١) وهو معنى الرسول على الأوّل.
«وعلى العالمين» جمع «العالَم» وهو اسمٌ لما يعلم به ـ كالخاتم والقالب (٢) ـ غُلّب في ما يُعلم به الصانع ، وهو كلّ ما سواه من الجواهر والأعراض ، فإنّها لإمكانها وافتقارها إلى مؤثّرٍ واجبٍ لذاته تدلّ على وجوده. وجَمَعَه ليشمل ما تحته من الأجناس المختلفة ، وغلّب العقلاء منهم فجمعه ب «الياء والنون» كسائر أوصافهم.
وقيل : اسمٌ وضع لذوي العلم من الملائكة والثقلين (٣) وتناوله لغيرهم على سبيل الاستتباع.
وقيل : المراد به الناس ها هنا (٤) فإنّ كلّ واحدٍ منهم عالَمٌ أصغر ، من حيث إنّه يشتمل على نظائر ما في العالَم الأكبر : من الجواهر والأعراض التي يعلم بها الصانع ، كما يعلم بما أبدعه في العالم الأكبر.
«اصطفاه» أي اختاره «وفضّله» عليهم أجمعين.
«صلّى اللّٰه عليه» من الصلاة المأمور بها في قوله تعالى : (صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (٥) وأصلها الدعاء ، لكنّها منه تعالى مجاز في الرحمة. وغاية
____________________
١) قالته المعتزلة ، راجع التفسير الكبير للفخر الرازي ١٢ : ٤٩ ، ذيل الآية ٥٢ من سورة الحجّ.
٢) في (ع) و (ر) : الغالب.
٣) قاله الزمخشري في الكشّاف ١ : ١٠ ، ذيل الآية ٢ من سورة الحمد.
٤) نسبه الراغب إلى الإمام جعفر بن محمّد عليه السلام ، المفردات : ٣٤٥ (علم).
٥) الأحزاب : ٥٦.