السؤال بها عائدٌ إلى المصلّي؛ لأنّ اللّٰه تعالى قد أعطى نبيّه صلى الله عليه وآله من المنزلة والزلفى لديه ما لا تؤثّر فيه صلاةُ مصلٍّ ، كما نطقت به الأخبار (١) وصرّح به العلماء الأخيار (٢).
وكان ينبغي إتباعها بالسلام عملاً بظاهر الأمر (٣) وإنّما تركه للتنبيه على عدم تحتّم إرادته من الآية ، لجواز كون المراد به الانقياد ، بخلاف الصلاة.
«وعلى *آله» وهم ـ عندنا ـ : عليٌّ وفاطمة والحسنان ، ويطلق تغليباً على باقي الأئمّة عليهم السلام.
ونبّه على اختصاصهم عليهم السلام بهذا الاسم بقوله : «الذين حفظوا ما حَمَله» ـ بالتخفيف ـ من أحكام الدين «وعقلوا عنه ** صلى الله عليه وآله ما عن جبرئيل عقله» ولا يتوهّم مساواتهم له بذلك في الفضيلة؛ لاختصاصه صلى الله عليه وآله عنهم بمزايا اُخر تصير بها نسبتهم إليه كنسبة غيرهم عليهم السلام من الرعيّة إليهم؛ لأنّهم عليهم السلام في وقته صلى الله عليه وآله من جملة رعيّته.
ثم نبّه على ما أوجب فضيلتهم وتخصيصهم بالذكر بعده صلى الله عليه وآله بقوله :
«حتّى قَرَن» الظاهر عود الضمير المستكن إلى النبيّ صلى الله عليه وآله لأنّه قرن «بينهم وبين محكم الكتاب» في قوله صلى الله عليه وآله : «إنّي تاركٌ فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتابَ اللّٰهِ وعترتي أهل بيتي ... الحديث» (٤).
____________________
١) لم نعثر عليهما.
٢) لم نعثر عليهما
٣) في قوله تعالى : (وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) في الآية الشريفة المتقدّمة.
*) لم يرد «على» في (س).
**) لم يرد «عنه» في (ق).
٤) الجامع الصحيح ٥ : ٦٦٢ ، الحديث ٣٧٨٦ ، الكافي ٢ : ٤١٥ ، وقد ورد متواتراً في كتب الفريقين باختلاف في بعض الألفاظ.