«تيمور لنك» فصار معه قَسراً ، إلى أن توفّي في حدود سنة خمس وتسعين وسبعمئة ، بعد أن استشهد المصنّف قدس سره بتسع سنين.
وكان بينه وبين المصنّف قدس سره مودّة ومكاتبة على البُعد إلى العراق ثمّ إلى الشام ، وطلب منه أخيراً التوجّه إلى بلاده في مكاتبة شريفة (١) أكثر فيها من
____________________
١) وإليك نصّ المكاتبة :
بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
سلامٌ كَنشْرِ العَنْبَرِ المتَضَوِّع |
|
يُخَلِّفُ رِيحَ المِسْكِ في كُلِّ موضعِ |
سلامٌ يُباهِي البَدْرَ في كُلِّ منزلٍ |
|
سلامٌ يُضاهِي الشَمْسَفي كُلِّ مَطْلَعِ |
على شمس دِينِ الحقِّ دام ظلالُه |
|
بجدّ سعيدٍ في نعيم مُمَتِّعِ |
أدام اللّٰه مجلسَ المولى الإمام ، العالِم العامل ، الفاضل الكامِل ، السالِكِ الناسِك ، رضيّ الأخلاقِ ، وفيّ الأعراقِ ، علّامة العالَم ، مُرشِد طوائف الاُمم ، قُدْوة العلماء الراسخين ، اُسْوة الفضلاء المحقِّقين ، مُفتي الفِرَق ، الفاروق بالحقّ ، حاوي فُنون الفضائل والمعالي ، حائز قَصَبِ السَبْقِ في حَلْبَةِ الأعاظم والأعالي ، وارث علومِ الأنبياء المرسلين ، مُحيي مَراسِم الأئمة الطاهرين ، سرّ اللّٰهِ في الأرضين ، مولانا شمس الملّة والحقّ والدين ، مَدَّ اللّٰه أطنابَ ظِلالِهِ بمحمّدٍ وآله في دولةٍ راسيةِ الأوْتادِ ، ونعمةٍ متّصلةِ الاْمدادِ إلى يَوْم التَنادِ.
وبعدُ ، فالمحبُّ المشتاقُ مُشتاقٌ إلى كريم لِقائه غايةَ الاشتياقِ ، وأنْ يتشرّف بُعد البعاد بقُربِ التلاق.
حَرُمَ الطرفُ من مَحْياك لكنْ |
|
حَظِيَ القلبُ من حُمَيّاك رَيّا |
يُنْهِي إلى ذلك الجناب ، لا زالَ مَرْجِعاً لاُولي الاْلباب : أنّ شيعةَ خراسانَ صانَها اللّٰه تعالى عن الحَدثانِ ، مُتَعطِّشون إلى زلالِ وِصاله ، والاغتراف من بحار فضله وإفضاله. وأفاضلُ هذه الديار قد مَزَّقَتْ شَمْلَهم أيدي الأدوار ، وفَرَّقَتْ جُلّهم بل كلَّهم صُنوفُ صُروفِ الليل والنهار. وقال أمير المؤمنين عليه سلام ربِّ العالمين : «ثلْمة الدين موت العلماء» وإنّا لا نجدُ فينا من يُوثَقُ بعلمه في فُتياه ، أو يَهْتَدِي الناسُ برُشْده وهُداه ، فيسألون اللّٰه تعالى شرفَ