التلطّف والتعظيم والحثّ للمصنّف رحمه الله على ذلك ، فأبى واعتذر إليه ، وصنّف له هذا الكتاب بدمشق في سبعة أيّام لا غير ، على ما نقله عنه ولده المبرور أبو طالب محمّد.
وأخذ شمس الدين الآوي نسخة الأصل ، ولم يتمكّن أحدٌ من نسخها منه لضنّه بها ، وإنّما نسخها بعض الطلبة (١) وهي في يد الرسول تعظيماً لها ، وسافر بها قبل المقابلة فوقع فيها بسبب ذلك خلل ، ثمّ أصلحه المصنّف بعد ذلك بما يناسب
____________________
حضورِه ، والاستضاءة بأشعَّة نوره ، والاقتداءَ بعلومه الشريفة والاهتداءَ بِرسُومه المنيفة. واليقينُ بكرمه العميم وفضله الجسيم أنْ لا يُخَيِّبَ رجاءَهم ولا يَرُدَّ دعاءهم ، ويُسْعِف مسؤولَهم ، ويُنْجِحَ مأمولَهم.
إذا كان الدعاءُ لِحْضِ خيرٍ |
|
على يَدَيِ الكريم فلا يُرَدُّ |
امتثالاً لما قاله اللّٰه تعالى : (وَاَلَّذِينَ يَصِلُونَ مٰا أَمَرَ اَللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ)
ولا شكّ أنّ أوْلَى الأرحام بالصلةِ الرَحِمُ الإسلاميةُ الروحانيةُ ، وأحْرَى القَراباتِ بالرعاية القَرابة الإ يمانيةُ ثم الجسمانيةُ ، فهما عُقْدتانِ لا تَحُلُّهما الأدوار والأطوارُ ، بل شُعْبتانِ لا يَهْدمُهما إعصار الأعصار ، ونحن نخافُ غَضَبَ اللّٰهِ على هذه البلاد ، لِفِقدان المرشِدِ وعدمِ الإرشاد.
والمسؤول من إنعامه العامِّ ، وإكرامه التامّ أنْ يَتَفَضَّلَ علينا ، ويَتَوَجَّه إلينا ، مُتوكِّلاً على اللّٰه القدير ، غير مُتَعَلِّلٍ بنوع من المعاذير؛ فإنّا بحمد اللّٰه نَعْرِفُ قَدْرَه ، ونَسْتَعْظِمُ أمرَه ، إنْ شاء اللّٰه تعالى.
والمتوقّعُ مِن مَكارِمِ صفاته ومَحاسِنِ ذاته إسْبال ذَيْل العفوِ على هذا الهَفْوِ.
والسلامُ على أهل الإسلام
المحبُّ المشتاقُ عليّ بن مؤيِّد (شهداء الفضيلة : ٨٩).
١) وهو شمس الدين الزابلي. (منه رحمه الله).