«وصفته كما مرّ (١)» في الواجبات والمندوبات والمكروهات.
«ثمّ الوقوف» بمعنى الكون «بعرفة من زوال التاسع إلى غروب الشمس مقروناً بالنيّة» المشتملة على قصد الفعل المخصوص متقرّباً بعد تحقّق الزوال بغير فصل. والركن من ذلك أمرٌ كلّي وهو جزءٌ من مجموع الوقت بعد النيّة ولو سائراً. والواجب الكلّ.
«وحدّ عرفة : من بطن عُرَنَة» بضمّ العين المهملة وفتح الراء والنون «وثَوِيَّة» بفتح المثلّثة وكسر الواو وتشديد الياء المثنّاة من تحت المفتوحة «ونَمِرَة» بفتح النون وكسر الميم وفتح الراء ، وهي بطن عُرَنة ، فكان يستغني عن التحديد بها «إلى الأراك» بفتح الهمزة «إلى ذي المجاز» وهذه المذكورات حدود لا محدود ، فلا يصحّ الوقوف بها.
«ولو أفاض» من عرفة «قبل الغروب عامداً ولم يَعُدْ فبدنة ، فإن عجز صام ثمانية عشر يوماً» سفراً أو حضراً ، متتابعة أو غير متتابعة في أصحّ القولين (٢) وفي الدروس أوجب فيها المتابعة هنا وجعلها في الصوم أحوط (٣) وهو أولى.
ولو عاد قبل الغروب فالأقوى سقوطها وإن أثم. ولو كان ناسياً أو جاهلاً فلا شيء عليه إن لم يعلم بالحكم قبل الغروب ، وإلّا وجب العود مع الإمكان ، فإن أخلّ به فهو عامد. وأمّا العود بعد الغروب فلا أثر له.
«ويكره الوقوف على الجبل» بل في أسفله بالسفح «وقاعداً» أي
____________________
١) مرّ في الإحرام ، الصفحة ٤٨٦.
٢) ذهب إلى ذلك المحقّق الثاني في جامع المقاصد ٣ : ٢٢٢.
٣) الدروس ١ : ٤١٩ و ٢٩٦.