في أجواء السورة
وهذه السورة هي من السور المكية التي تضع في عنوانها القلم والكتابة اللذين أراد الله للإسلام أن يتحرك من خلالهما بين الناس وتوجيههم إلى الانفتاح على المعرفة المقروءة والمكتوبة ، ليرتفع مستواهم الثقافي العلمي ولينطلقوا من خلالهما إلى تعريف العالمين بالقرآن المكتوب ، وبالإسلام الذي تتنوّع أغراضه وتمتد معارفه في شتى فروع الحياة ، وحركة الإنسان فيها ، لأن ذلك هو السبيل الذي يغني تجربة الأمة في فكرها وحركتها واندفاعها نحو المستوى الأعلى في التقدم والارتفاع.
كما تؤكد على شخصية الرسول محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم في عقله الكبير الذي احتوى الرسالة ، في الوحي الذي أنزل عليه ، وفي الحكمة التي اختزنها ، وفي التجربة الحية المعصومة التي حركها ، وفي القيادة التي أدراها وقاد الأمة إلى الصراط المستقيم في خطواتها ، وفي حركة الدعوة التي خطط لها في الأسلوب والكلمة والمضمون ، حتى امتدت إلى آفاق الحياة الواسعة في وقت قصير ، وفي خلقه العظيم الذي جسّد الرسالة بكل أخلاقيتها الروحية والسلوكية ، حتى استطاع أن يحوّلها إلى صورة حية متحركة ليعطي الناس الفكرة من موقع