ما أراد أن يكتشفه من الخلل ، وهو حاسر ، لأن الحقيقة الإلهية التي تحيط الخلق بالكمال من جميع الجهات تفرض نفسها عليه.
(وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ) يستوحيها النظر وهي تتلألأ في الفضاء ، كما تتلألأ المصابيح المعلقة في إنارتها للجو الممتدّ في آفاقها. (وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ) أي يرجم بها من استرق السمع من الشياطين ، وهو ما أشار الله إليه في أكثر من آية ، والظاهر أن المراد بها انفصال الشهب عن الكواكب لتكون رجوما للشياطين ، لأن الكواكب تمثل عوالم مستقلة لا تنفصل عن مواقعها.
* * *
بئس مصير الكافرين
(وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ) وذلك من خلال الجرائم التي يرتكبها هؤلاء الشياطين من أشرار الجن ، بسبب إضلالهم الآخرين ، أو بسبب ما يعيشونه من خطوات الضلال.
(وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) وهم الذين رفضوا الإيمان بالله ، أو أشركوا به غيره ... وربما ألحق البعض بهؤلاء المثبتين للربوبية المفرّقين بينها وبين رسله ، كاليهود والنصارى حيث آمنوا ببعض رسله وكفروا ببعض ، ولكن الظاهر أن هؤلاء لا يصدق عليهم الكفر بالله من خلال المصطلح القرآني ، وإن كان يصدق عليهم كلمة الكافرين بلحاظ كفرهم بالرسول.
(إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ) ولعل المعنى أن الكفار إذا طرحوا في نار جهنم اجتذبتهم إلى داخلها كما يجذب الهواء بالشهيق إلى داخل الصدر ، وهي تغلي بهم فترفعهم وتخفضهم ، وربما كان المقصود بالصفتين الحديث عن حالة الهيجان والحركة السريعة والغليان الشديد التي تتمثل بها النار فتثير