للناس في ما قد يحدث للناس من حالات غير طبيعية ، أو في تسخيرهم وإيجاد علاقات معيّنة بهم ، ممّا قد يتحدث به البعض ، فلم يثبت لنا ذلك بطريق صحيح ، ولذا فإننا لا نستطيع أن نجد فيه أيّ أساس للحقيقة. ونحذّر المؤمنين من أن يخضعوا لمثل هذه الأحاديث التي قد يحرّكها الكثيرون من الجاهلين ، أو من الذين يعملون على استغلال جهل الناس للإيحاء لهم بالجوّ الخفيّ للجنّ بادّعاء علاقتهم بأمراضهم وأحلامهم وآلامهم وقضاياهم الحياتية المتنوعة.
كما أنّ علينا أن نلاحق بعض التصوّرات عن الجنّ التي حفلت بها أقاصيص ألف ليلة وليلة ونحوها ، بحيث أثارت في الوجدان الشعبي عقلية خرافية تركت آثارها على كثير من أوضاع التصوّر والسلوك.
* * *
في أجواء السورة
وقد انطلقت آيات هذه السورة لتثير الحديث عن بداية إيمان نفر من الجنّ بالإسلام من خلال استماعهم إلى النبي وهو يقرأ القرآن فآمنوا به ، واهتدوا إلى الحق من خلاله ، وتحدّثوا بعد ذلك فيما بينهم عن الانحرافات التي كانت تعيش في حياتهم ، وعن الأوضاع المتغيّرة في حرية حركتهم في الكون ، وأنهم كانوا يختلفون في طرائقهم وانتماءاتهم.
ثم كان ختام السورة في حديث النبي مع الإنس عن الدعوة التي يحملها لتوحيد الله ، فهو لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرّا إلا به ، وأن عليهم أن يؤمنوا بالله ويطيعوه ليتخلصوا من عذاب النار في يوم القيامة الذي لا يعلم وقته لأنه