إجابة الله دعاء نوح
واستجاب الله لنوح دعاءه ، فزادهم هلاكا بالطوفان الذي أغرقهم ولم يظلمهم ، لأنهم استحقّوا ذلك بالخطايا التي ارتكبوها.
(مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا) أي أنهم أغرقوا من خلال إصرارهم على الامتداد في طريق الخطيئة التي تحولت إلى طوفان أحاط بهم من جميع جوانبهم ، فهلكوا ووقفوا بين يدي الله للحساب ليواجهوا كل تاريخهم الكافر المتمرد على الله.
(فَأُدْخِلُوا ناراً) أعدّها الله للكافرين المعاندين ، (فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْصاراً) يخلّصونهم من عذاب الله ، في ذلك اليوم الذي (لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) [الانفطار : ١٩]. وقد ذكرت هذه الجملة عن طريق الاعتراض ، في داخل تقرير نوح الذي لم يستكمل بعد ، لمناسبتها للدعاء السابق عليها بالهلاك والدمار لهؤلاء القوم ، ثم تابعت السورة حكاية التقرير الرسالي الذي رفعه نوح إلى ربّه.
* * *
رب لا تذر من الكافرين ديّارا
(وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً) أي شخصا حيّا يعيش في داره ليتحرك فيها في ساحة الحياة ، فلا بدّ من إهلاك كل الجيل القديم الذي تربّى على الكفر وأصرّ عليه واستغرق فيه ، حتى أصبح الكفر جزءا من ذاته ، لينشأ جيل جديد على الإيمان وتقوى الله من أجل أن يبني الحياة بناء قائما على الحق والخير والعدل.
ولم ينطلق نوح في هذا الدعاء المدمّر من عقدة نفسية مستحكمة في