اتهام النبي بالسحر
وماذا بعد كل هذه الحصيلة من الجهود الجسدية والذهنية التي بذلها في محاولة اكتشاف الكلمة التي يردّ بها على القرآن وعلى النبي ، (فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ) أي يروى عن السحرة ، وقيل : هو من الإيثار ، أي سحر تؤثره النفس وتختاره لحلاوته ، (إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ) تماما كما هو كلام السحرة وفعلهم ، وليس من قول الله. ولكن كيف كان هذا الاستنتاج؟ وكيف هو معنى السحر فيه ، وللسحر قواعده وأصوله وأشكاله؟؟! ما هي إلّا الكلمة التي يطلقها صاحبها لتثير جوّا من الشك والحيرة والإنكار من دون تركيز على العمق في مضمون الحقيقة الصارخة ، لأن المقصود هو إثارة الارتباك في الساحة ، لا محاولة الوصول إلى النتائج الحاسمة من خلال الحوار. وهذا هو ما يفعله الكثيرون من الناس الذين يعملون في أجهزة المخابرات التي تثير الإشاعات والأقاويل بطريقة تستفزّ بها مشاعر الناس وغرائزهم بعيدا عما تدركه عقولهم ، وذلك من خلال الأجواء الانفعالية التي تصنعها من أجل الوصول إلى الأهداف السيّئة.
ولو كان الجوّ جوّ حوار ، لأمكنهم أن يفهموا بأن كلام السحرة يمكن أن يتحداه السحرة الآخرون ، لأنهم يعرفون أصول السحر من الناحية الفنية ، ولكنهم لم يفعلوا ذلك ، فالقضية فوق مستوى البشر ، لأنها من كلام الله.
* * *
ترهيب المكابرين بوصف جهنّم
(سَأُصْلِيهِ سَقَرَ) التي هي اسم من أسماء جهنم ، أو منطقة من مناطقها ،