المعتد بقوّته ، المنفتح في كبريائه ، فيتحوّل إلى حشرة صغيرة لا تتماسك في شيء. إن الله يذكّره بأنه قد خلقه وحده من دون أن يشاركه أحد في ذلك ، أو يكون المعنى أن يدعه مع هذا المخلوق الذي خلقه وحده لا مال له ولا بنين ، معلنا : إنني الذي أتكفل بعذاب هذا الذي لا يملك لنفسه ضرّا ولا نفعا.
(وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً) أي مبسوطا كثيرا أو ممدودا بنمائه ... (وَبَنِينَ شُهُوداً) لهم حضورهم البارز في حركة القوّة لديه ، (وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً) أي سهّلت له الحياة ، وهيأت له كل شروطها في سعة المال والجاه وانطلاق الأمور العامة والخاصة.
* * *
جزاء المكابر المعاند لآيات القرآن
(ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ) في ماله وجاهه ، لأنه لا يقنع بما أعطيته ، بل يطلب المزيد ، وهو في الوقت نفسه ، سادر في غيّه ، ممتدّ في كفره.
(كَلَّا) كلمة ردع عنيفة توحي بالرفض الشديد له ، فلن يرحمهالله أو يفيض عليه من لطفه ، وإنما يملي له ليزداد إثما في دخوله التجربة الحيّة التي يتميز بها الشاكر من الكافر.
(إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً) فهو لا يواجهها بمنطق التفكير الباحث عن الحقيقة من خلال التأمّل والحوار مع الآخرين ، بل يواجهها من موقع العناد المستكبر الناتج عن العقدة الذاتية المستعصية التي تصرّ على الاستغراق في الفكر الموروث من خلال علاقته بأنانيته الذاتية.
(سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً) أي سأثير في حياته الإرهاق الذي يحرّك الآلام القاسية