المهمة الموكولة إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
(إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللهِ وَرِسالاتِهِ) فهو الملجأ الذي ألجأ إليه لأكون قريبا من رحمته ، فهذه هي الفرصة الوحيدة للنجاة من عقابه والحصول على ثوابه ، وهذه هي مهمتي الأولى والأخيرة التي كلفني بها لأؤديها بالوسائل البشرية التي أملكها في قدراتي الخاصة ، بالأساليب الحكمية التي تفتح عقولكم على أفكارها ، وقلوبكم على مواقع الشروق الروحي فيها.
وإذا كانت هذه هي المهمة الموكولة إليّ من الله ، فلا خيار لي إلا أن أقوم بها من موقع المسؤولية الملقاة على عاتقي ، ليبقى لكم بعد ذلك اختيار السير معي في خطها المستقيم ، والاستسلام لله في رحاب طاعته وفي مواقع رضاه ، فذلك وحده هو الذي يدخلكم جنته ويخلصكم من عقابه ، لأنه الملجأ الوحيد لكم ، كما كان البلاغ الذي يمثل معنى الطاعة في موقفي هو الملجأ الوحيد لي للقوّة وللنجاة.
* * *
جزاء العاصين
(وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ) وينحرف عن خط رسالاته ، ويتمرد على أوامره ونواهيه (فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) جزاء على ذلك.
(حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ) يوم القيامة (فَسَيَعْلَمُونَ) في مشاهد القيامة التي لا يملك أيّ واحد منهم أيّ موقع للقوة مما كانوا يستعرضونه في الدنيا في مواجهتهم للأنبياء ، في كثرة العدد ، وسعة الجاه ، (مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً) عند ما يقف الرسول والمؤمنون معه في ذلك الموقف العظيم ، وهم في الموقع الكبير من القوّة التي ينطلقون فيها من نصر الله الذي هو كل شيء بالنسبة إلى عباده المؤمنين.
* * *