ثم تدخل في النتائج التي تنتظر الكافرين بالعذاب ، كما تنتظر المؤمنين بالثواب ، فتذكر التفاصيل الحسية للعذاب : من سلاسل لأقدامهم ، وقيود لأعناقهم ، ونار مستعرة ، وللثواب : من الجنة والحرير وما تشتمل عليه من ألوان النعيم.
ثم تنطلق في إطلالة سريعة على إنزال القرآن على الرسول ، ثم تأمره بالصبر لحكم الله ، وتدعوه إلى الامتناع عن طاعة الآثم والكفور ، وتطلب منه أن يذكر اسم الله بكرة وأصيلا ، وبعد ذلك توحي إليه بالسجود لله والتسبيح في الليل.
وأخيرا تتناول الآيات وتفسر انحرافهم بمحبتهم للعاجلة ، ونسيانهم للآجلة ، وتؤكد أن الله قد خلقهم وهو قادر على أن يبدّلهم تبديلا ، وعلى الآخرين من هؤلاء أن يجعلوا ذلك الحديث تذكرة تقودهم إلى الخروج من الغفلة ليتخذوا سبيلا إلى ربهم ، ولكنهم لا يشاءون ذلك إلا إذا شاء الله من خلال علمه وحكمته ، لتكون النتيجة أن يدخل من يشاء في رحمته ويعدّ للظالمين العذاب الأليم.
وهكذا تنطلق السورة لتربط النهاية بالبداية مؤكدة حرية الإنسان الذاتية في اختياره الخطّ المنحرف أو المستقيم ، وداعية في النهاية الإنسان إلى أن يتخذ إلى ربه سبيلا ، ويرفض كل السبل التي تؤدي به إلى غير الله.
* * *
اسم السورة
وقد أخذت السورة اسم الإنسان للتأكيد ـ في البداية ـ على مسألة