القدوة ، كما أعطاها لهم من قاعدة الدعوة.
وهكذا وضع له البرنامج العملي في مواجهته للفئات القلقة في المجتمع التي تمثل نماذج الأخلاق الشريرة التي تسيء إلى من حولهم. ثم تطوف السورة في أجواء القيامة للتحدث عن المتيقن وهم في جنات النعيم ، وعن الكافرين وهم في عذاب الله وسخطه.
وتختم السورة الخطاب الرسالي للنبي بأن يتمسّك بالقوّة أمام كل التهاويل التي يحشدها الكافرون في طريقه ، وذلك من خلال الصبر على حكم ربه في ما فرضه عليه من مواقف ، ثم تطرح الحديث عن يونس عليهالسلام صاحب الحوت الذي لم يصبر على ما عاناه من الشدّة في مواجهة الكافرين له.
ثم يأتي الحديث عن كلماتهم غير المسؤولة ، ونظراتهم غير الحميمة في ما يثيرونه من تهمة الجنون ، في طريقة تعاملهم معه ، ليوحي إليه بأن المسألة ليست مسألتك الشخصية لأنهم كانوا يحترمون عقلك ووعيك وصدقك وأمانتك قبل ذلك ، ولكن المسألة هي مسألة الذكر الذي أنزله الله عليك ، فأحرجهم بتحدياته ، فأثاروا الحديث بالجنون حول شخصك ليبطلوا أثره. فتابع سيرك ، لأن القضية ليست قضيتهم ، بل هي قضية العالمين الذين جاء الذكر ليكون ذكرا لهم جميعا.
* * *
اسم السورة
وسميت بالقلم تبيانا لأهميته كوسيلة من وسائل تحريك المعرفة عند الناس في ما ينتجونه من قضايا المعرفة بالله وبالكون وبالإنسان وبالحياة في آفاق العلم الذي يرتفع بالحياة إلى مستواها العظيم في القرب من الله.
* * *