الملائكة أو غيرهم ، وإن كان المتبادر أنهم منهم. وقد تقدم الحديث عن العرش في ما قدمناه من تفسير الآيات المتعلقة به ، وهو غيب من غيب الله الذي قد يكون المنطقة العالية من السماء ، في ما تمثله من مظهر العلوّ والقدرة والسيطرة ، مما يجعل نسبته إلى الله على سبيل الكناية للتعبير عن ذلك ، والله العالم.
(يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ) لأنه اليوم الذي تبلى فيه السرائر وتتمزّق ، فلا يبقى هناك شيء منها مما كان الإنسان يستره عن الناس ، حيث سيواجههم بالموقف الذي تشهد فيه الجوارح على ما عملت ، ويشهد الحافظان على ما كتبا ... وهناك الشاهد لما خفي عنهم ، والرقيب على الناس من ورائهم ، وهو الله الذي يعلم ما يسرّون وما يعلنون ، ولا تخفي عليه خافية في الأرض ولا في السماء ، الأمر الذي يفرض على الإنسان أن يحافظ في الدنيا على أن تكون أسراره التي تمثل خلفيات أعماله مما لا يخجل منها أمام الله ، وأن تكون أعماله مما لا يخاف من عقابها بين يدي الله.
* * *
أخذ المؤمنين الكتاب يوم القيامة باليمين
وهذه هي الصورة التفصيلية لموقف المؤمنين والكافرين يوم القيامة. (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) والأخذ باليمين من علامات الإيمان (فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) من خلال الثقة الكبيرة بما قدّمه من عمل صالح يؤكد خط الإيمان في حياته ، ولذلك فهو لا يخاف من أن يطّلع الناس على كتابه الذي لا يحتوي على أيّة سيّئة مما يخاف من مسئوليتها أو من فضيحتها.
(إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ) فقد كنت مستعدّا لهذا اليوم ، واعيا