في أجواء السورة
وهذه سورة مكيّة من السور الحركية في بداية الدعوة ، وقد ثار هناك حديث حول توقيت نزولها ، فقيل : إنها نزلت في أوائل البعثة وظهور الدعوة ، حتى قيل : إنها أوّل سورة نزلت في القرآن.
وقال بعضهم : إنها نزلت بعد سورة العلق ، وذهب بعضهم إلى أن النازل أولا هي الآيات السبع الواقعة في أوّل السورة ، ولازمه كون السورة لم تنزل دفعة واحدة.
واحتمل بعض آخر أن السورة كانت أوّل سورة نزلت على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد انقضاء المدّة السرّية ، أي في أوّل المرحلة العلنية ، حسب ما تحدث بعض مؤرّخي السيرة عن مرحلة سرّية للدعوة سبقت المرحلة العلنية لها ، وبذلك جمع هذا البعض بين الروايات الواردة بأنها أول ما نزل ، وما ورد أنها نزلت بعد سورة العلق ، وما ورد من نزول هذه السورة مع سورة المزّمّل معا ... وقد جاء في صحيح البخاري ـ بسنده عن يحيى بن أبي كثير ـ قال : «سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أوّل ما نزل من القرآن؟ فقال : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) ، قلت : يقولون : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)؟ [العلق : ١] ، فقال أبو سلمة : سألت