في أجواء السورة
وهذه سورة مكية من سور العقيدة التي تتحرك في أجواء القيامة ، وتطلّ على كل التاريخ الإنساني في الأرض ، حيث تتابعت أمام الإنسان مشاهد القدرة الإلهية في كل ما أحاط به ، ولوحات الإبداع في تكوينه منذ أن كان نطفة إلى كل مسار التقدير الإلهي في حياته. مع ذلك ، فإن الكثيرين من أفراده لا يؤمنون بالله وباليوم الآخر بل يلجأون إلى التكذيب. وتحتشد في هذه الأجواء كل الصور المرعبة المهولة للقيامة في تنوّع متحرك مع كل اللمسات التعبيرية الموحية بالهول ، وكل الصدمات الشعورية التي تهزّ مكامن الإحساس لدى الإنسان بالخوف من ذلك الموقف الذي لا مجال فيه لأيّة كلمة ، ولأيّ عذر ، لأن الكلمات قد تساقطت أمام الحقيقة الإلهية التي لم تبق لأيّ إنسان حجّة في لهوه وعبثه وانحرافه ، ولأن الأعذار لا تثبت أمام الواقع الذي تمثّل بالانحراف في كل تاريخه ، ولأن عظمة الله في هيمنته على الموقف آنذاك ، تخرس الجميع ، أمام المشهد العظيم.