من السياق أن الملائكة هم الذين يواجهونهم بهذا القول.
* * *
من يجير الكافرين من العذاب؟!
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا) قيل : إن كفار مكة كانوا يدعون على رسول الله وعلى المؤمنين بالهلاك فأمر الله أن يقول لهم ذلك : أي قل لهم يا محمد : ما الذي ينفعكم لو أن الله أهلكني والمؤمنين معي أو أن الله رحمنا ، في ما نأمله من رحمته ، فما ذا عنكم أنتم ، وكيف تواجهون الموقف أمام الله ، (فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) فلن يغيّر الوضع الذي نكون عليه شيئا من وضعكم ، لأنكم ستواجهون العذاب على كفركم وجحودكم من دون أن ينصركم أحد من الله.
(قُلْ) لهم في تأكيد الإيمان الحق الذي تلتزمه لتثير في وعيهم الشعور بالمسؤولية (هُوَ الرَّحْمنُ) الذي رحمنا في وجودنا وفي حركتنا فيه (آمَنَّا بِهِ) من خلال البينات الواضحات التي دلتنا عليه وعرفتنا به ، (وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا) واعتمدنا ، لأنه المهيمن على الأمر كله ، فإذا توكل عليه عبده كفاه من كل شيء ، ولكن ما الذي تفعلونه وعلام تعتمدون ، وإلى أين تسيرون؟ فكيف تتصورون المنطلق ، وكيف تفهمون الغاية؟ لا شيء إلا التمزق الداخلي ، والحيرة القاتلة والضلال المبين (فَسَتَعْلَمُونَ) غدا عند ما تحين اللحظة الحاسمة (مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) نحن أو أنتم .. فحاولوا أن تفكروا من الآن ، لتعرفوا كيف تحددون الموقف قبل فوات الأوان.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً) بحيث ذهب في الأرض فلم يعد له أثر عندكم (فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) أي طاهر جار ، هل هناك غير الله؟
* * *