هلاك ثمود بالطاغية
(فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) وهي الصيحة أو الرجفة أو الصاعقة ، حسب اختلاف التعبير القرآني عن طريقة عذابهم ، وربما كانت الرجفة من تأثير الصيحة أو الصاعقة ، وقد تكون الصيحة من نتائج دويّ الصاعقة التي قد تكون الأقرب في العذاب. أمّا التعبير عنها بالطاغية ، فقد يكون من خلال تجاوزها الحدّ الطبيعي في تأثيرها على الناس في مقابل الصيحة العادية أو الرجفة العادية ، أو ما إلى ذلك. وهكذا بالنسبة إلى الصاعقة التي قد تصعق فتذهب بالوعي بشكل خفيف أو موقت ، وقد تذهب بالحياة كلها.
وقيل : «الطاغية مصدر كالطغيان والطغوى ، والمعنى : فأما ثمود فأهلكوا بسبب طغيانهم ، ويؤيده قوله تعالى : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها)» (١) [الشمس ، ١١] ، ولكن الظاهر خلاف ذلك ، بالنظر إلى الآيات التالية التي تعرّضت لكيفية إهلاك الأمم الأخرى حسب الوسائل المتنوعة في ذلك.
* * *
إهلاك عاد بريح صرصر عاتية
(وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ) الصرصر : هي الريح الشديدة الهبوب ، والعاتية : من العتو ، وهو تجاوزها الحدّ بحيث تتمرد على الانقياد فتطغى على الجوّ كله فتغيّره إلى وضع جديد وتبدّله إلى الأسوأ.
(سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج : ١٩ ، ص : ١٤٠.