الآية
(وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) (١٨)
* * *
المساجد لله
ربما كان هذا من تتمة كلام الجن في ما يريدون أن يعبروا به عن توحيد الله ، وربما كان من كلام الله الذي يتدخل في هامش القصة ليقرر للناس هذه الحقيقة.
(وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) الظاهر أن المراد بالكلمة الأمكنة التي يتخذها الناس أمكنة للعبادة في ما اصطلح عليه في الإسلام باسم المساجد ، فلا مجال لمشاركة غير الله فيها ، لأن طبيعة العبادة من مختصات الله الذي لا بد للناس من أن يوحّدوه في العقيدة ، (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) فلا ترفعوا فيه إلا اسمه ، بكل الأساليب التي تتمثل فيها الأسماء والأوضاع التي قد يستعملها الناس فيمن يحبونه أو يقدّسونه ، فيرتفعون به إلى مستوى قريب من مستوى المثالية ،