يعيشان في جوّ واحد. هذه هي الصفات التي كانت تتمثل في أولئك الذين كانوا يعيشون في مجتمع الدعوة الأول ممن قد تكون لهم وجاهة اجتماعية ، ومنزلة اقتصادية ، تؤهلهم أن يقدّموا طروحاتهم المشبوهة للنبيّ ، ليبطلوا موقعه الروحيّ الثابت على الحق بصلابة.
* * *
مصير المستكبر المتغطرس
(أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ) فقد كان المال الذي يملكه ، والبنون الذين كانوا عنده ، يبرران له الموقف المستكبر المتغطرس الذي لا يخضع للحق ، ولا ينقاد للحجة الواضحة ، ويدفعانه إلى الكفر والبطر ، بدلا من أن يقوداه إلى الإيمان والشكر ، لأنهما يمثلان نعمة الله عنده.
(إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) فينطلق الحكم على الآيات بأنها تمثل المضمون الخرافي تماما كما هي القصص الخرافية التي ينقلها الناس عن الأمم السابقة ، من دون أن يدقق في ذلك بعقله ليعرف طبيعة المضمون الفكري العميق الذي يتضمنه الوحي الإلهي في آيات الله.
(سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) وهو الأنف الذي يمثل موقع العزة في وجه الإنسان ، كما يقال : شمخ فلان بأنفه ، والمقصود أن الله سوف يضع على أنفه علامة العذاب والذل ليعرفه كل من يراه بصفته الحقيرة في يوم القيامة.
* * *