(لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) من اليهود والنصارى عند ما يجدون ذلك موجودا في كتبهم وفي معلوماتهم فيعرفون التطابق بين الكتب السماوية حول هذه الحالة التي ذكرها الله في التوراة والإنجيل والقرآن.
* * *
استسلام المؤمنين المطلق لله ورسوله
(وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً) في تسليمهم المطلق لله ولرسوله ، ممّا أخبرهم به الوحي الإلهي ، وفسره لهم النبي من تفاصيله ، وما سمعوه من حوارهم مع أهل الكتاب الذين يؤكدون لهم تلك المعلومات ... كل ذلك يقوي إيمانهم في القاعدة الإجمالية والتفصيلية للمعرفة الدينية.
(وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ) عند ما يعرفون حقيقة المسألة ، بالتدبّر والتأمل العميق ، (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) من المنافقين الذين يعتمدون سياسة الإرجاف وإثارة الشكوك في المجتمع المسلم ليزيدوه حيرة وإرباكا ، (وَالْكافِرُونَ) الذين ركّزوا موقفهم على الإنكار من دون حجة ، لأنهم انطلقوا من مواقع العناد التي تعمل على إسقاط الموقف بمختلف الوسائل الموجودة عندهم ، ولذلك فإن ردّ الفعل لديهم هو أنهم بدأوا يقولون : (ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً) همهم إثارة الكلمات لا الاستفهام ، والتحقير لا المعرفة.
إنهم يتساءلون بخبث كيف يمكن لهؤلاء الخزنة أن يكونوا بهذا العدد القليل الذي لا يمكن له أن يقوم بتعذيب الجن والإنس كما يقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. وهكذا كان هؤلاء الذين عاشوا الغفلة عن الحق ، وتحرّكوا في مشاعر الخبث ، وانطلقوا في أجواء العبث الفكري الذي يواجه الحقائق بمنطق السخرية واللّامبالاة ، الأمر الذي أدى إلى ضلالهم ، في الوقت الذي يواجه فيه المؤمنون الحقائق الدينية بالفكر والتأمّل ، فيهتدون بذلك ، لأنهم أخذوا