منهم في بعض الحالات.
(قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ) فأودعكم سطح الأرض عند ما خلقكم فيها ، ومهّد لكم سبلها ومكّنكم من خيراتها ، وحمّلكم مسئولية عمرانها ، ووجهكم إلى كل مواقع الخير فيها ، وحذّركم من كل مواقع الشرّ فيها ، وأرادكم أن تعبدوه في وحدانيته ، وأن تطيعوا رسله ، وأن تجعلوا من وجودكم فيها الوسيلة التي تقترب بكم من الله ، لأن مسألة التفاعل المادي بينكم وبين الأرض وما فيها وما عليها ، لا بد من أن يتحوّل إلى نوع من الخضوع المادي لله في الأعمال المتصلة بالروح في ما تمارسونه من الحركة الواعية المنفتحة على الله ، في آفاق الحقيقة الوجودية الأخرى التي تنفتح على الوجود الآخر في يوم القيامة عند ما يبعثكم الله إليه بعد موتكم ، (وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) لتواجهوا الحساب عنده وتحصلوا على نتائج المسؤولية بين يديه ، في ما عملتموه من خير أو شرّ.
وإذا كان الله يطلب من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يقول لهم عن بعض حقائق الحياة التي تطلّ على بعض حقائق العقيدة ، وهي توحيد الله ، فإن الله يحدثنا عما كانوا يقولونه ويثيرونه من أسئلة للتشويش على الرسول ، وكيف كان النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يجيبهم عن ذلك من دون إحراج أو انفعال.
* * *
ويقولون متى هذا الوعد
(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في سؤال للنبي وللمؤمنين معه ، عند ما كانوا يحدثونهم عن يوم القيامة ، وعن المسؤولية التي تنتظرهم نتائجها