في أجواء السورة
وهذه السورة المكية نزلت على النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم والمؤمنين معه ، وهو يعاني من قسوة النتائج السلبية التي واجهها نتيجة إصراره على دعوة الحق في دين الله ، في ما عاناه من المشركين المتمردين على دعوته من ضغط وتهويل واتهام غير مسئول ، وسباب وحصار ومحاولة للطرد من بلده ونحو ذلك. فكانت هذه السورة حديثا عن نوح ـ النبي ـ الداعية الذي عاشت تجربته الرسالية ما يقارب الألف سنة ، وحاول من خلالها أن يثير أمامهم كل الأساليب الحكيمة المقنعة التي تفتح قلوبهم على الله وعلى خط التقوى في الإيمان به ، وعلى أجواء العبادة التوحيدية في عبادته ، وعلى طاعة الرسول الذي يدعوهم إلى الاستجابة للوحي الذي يخطط لهم نهج الحياة السليم ، من خلال اطّلاع الله على ما يحتاجونه من الأمور التي تخدم حياتهم وترتفع بهم إلى الدرجات الرفيعة ، كما يدفعهم إلى السير في خط القيادة في ما تتحرك به الحياة من تفاصيل كثيرة تحتاج إلى الهدى التفصيلي في تعليمات القائد ، وفي توجيهات الرسول.