والمراد بتمطيه في ذهابه : التبختر والاختيال ، وهو استعارة.
(أَوْلى لَكَ) : كلمة وعيد وتهديد.
(سُدىً) : السدي : المهمل.
(يُمْنى) : إمناء المني : صبه في الرحم.
(عَلَقَةً) : قطعة من دم منعقدة.
* * *
إلى ربك المساق
وهذا هو المشهد الذي يقترب فيه الإنسان من موعد الموت الذي يلتقي فيه بموعد القيامة ، وهو ما ينكره الكفار رغم إيمانهم بالنشأة الأولى التي هي الدليل على النشأة الأخرى بفعل القدرة الواحدة التي تتصل بالمسألة من ناحية المبدأ.
(كَلَّا) كلمة رفض لما يرفضونه من اليوم الآخر ، (إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ) وهي العظام المكتنفة للنحر عن يمين وشمال ، جمع ترقوة ، حيث تتصاعد الروح قبل أن تخرج من الجسد ليلفظها كما يلفظ الإنسان أنفاسه في أجواء المرض الخطير ، وتتثاقل الأزمة لدى المريض حتى يتنادى الناس من حوله ليصرخوا بالطبيب الذي يراد له أن يعالجه من هذا الداء الخطير الذي يقترب به من الموت ، (وَقِيلَ مَنْ راقٍ) في كلمة يأس تصرخ بالراقي الذي يستعمل الرقية للشفاء من دون أمل بذلك ، (وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ) بفعل ما يشاهده المحتضر من الأحوال الصعبة المتتابعة في جسده حيث يواجه الموت عيانا ، فيستعدّ عندها للوقوف على حافّة الآخرة ، (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) عند ما يكّف الجسد عن التماسك ، وتنسلّ الروح منه ، فتذهب الحياة من كل عضو من أعضائه حتى تلتفّ إحدى ساقيه بالأخرى ، فلا يستطيع أن يفصل أيّا منهما عن الأخرى ، (إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ