(أَسْرَهُمْ) : الأسر ـ في الأصل ـ : الشدّ والرّبط ، ويطلق على ما يشدّ ويربط به.
* * *
القرآن كتاب هداية والتزام
كان ذلك حديث الناس الذين انفعلوا بالرسالة والرسول إيجابا وسلبا ، وكيف كان مصيرهم في النتائج الحاسمة في موقفهم بين يدي الله ، وهذا هو الفصل الأخير من السورة الذي يتوجه به إلى الرسول في موقفه إزاء هؤلاء الذين واجهوا بالشدّة والتحدي والتمرّد على الرسالة والرسول ، لتكون نهاية المطاف مع المصير الذي ينتظر الناس يوم القيامة ، ويبقى للإنسان أن يتذكر مصيره دائما ، ليخرج من غفلته.
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً) لتنذر به الناس ، ولتوجههم إلى السير في الصراط المستقيم الذي ينتهي بهم إلى الله ، فيسيروا وفق ما يشرّع لهم من النظام المتوازن الذي يجمع لهم الخير كله من خلال الحق كله. وفي ضوء ذلك ، لا بد لك من أن تبلّغه للناس كافّة ، ليعيشوا في رحاب فكره ، ويتحركوا في خط هداه ، ويغترفوا من ينابيع الخير فيه ، ويثيروا حركية منهجه في قضايا الإيمان ، ويؤكدوا التزامهم بآياته ، وتطبيقهم لأحكامه ، ليغيّروا الحياة على أساس عقائده ومفاهيمه وشرائعه ... ولا بد لك من أن تتحمل الكثير من المعاناة في سبيل ذلك ، لأنهم سوف يبادرون إلى توجيه مختلف الاتهامات التي يريدون من خلالها إحباط موقفك ، وإسقاط حركتك ، وربما عمدوا إلى إثارة مختلف ألوان الإغراء التي يخاطبون بها مشاعرك وتطلعاتك ، إذ يخيّل إليهم أنك سوف تخضع لذلك وللضغوط النفسية التي يضغطون بها على روحيتك وإحساسك كما يخضع الآخرون من الناس لأمثال ذلك ، الأمر الذي