يظهر بين الناس ، فكيف يمكن أن نساوي بين الإنسان المؤمن الذي أسلم كل حياته لله في كل أقواله وأفعاله وعلاقاته وخططه ، وجعل حياته كلها في خدمة الله الذي خلقه وخلق الناس كلهم في قدرته وحكمته ، وأنعم عليه وعليهم بتدبيره في ما مهّد لهم من وسائل العيش وفي ما أنعم عليهم من نعمه التي لا تحصى ، وبين الإنسان الكافر الذي أجرم في حق نفسه ، وفي حق ربّه ، وفي تصرّفاته مع الناس من حوله .. فإذا لم يكونا متساويين في الصفات التي تميز الناس عن بعضهم البعض ، فكيف نجعلهما متساويين في الحكم وفي المصير؟!
* * *
تساؤلات استنكارية
(أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ) من الكتب التي أنزلها الله على رسله لتكون لكم حجة على ما أنتم فيه. وهذا أمر لا أساس له ، لأن الكتب النازلة من عند الله تؤكد على تفضيل المسلمين على المجرمين. (إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ) أي ما تختارونه من المصير الذي تريدونه ، من المصير الذي ينتظركم في الآخرة أو مطلقا ، (أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) بحيث التزمنا لكم بالعهود والمواثيق المتمثلة بالأيمان من قبلنا أن يكون لكم الحق بالحكم كما تشاءون ، لتكون لكم الحجة بذلك في ما جعل الله لكم من إرجاع الأمر إليكم إلى يوم القيامة. وهذا أمر لا أساس له ولا معنى ، لأن الله لا يمكن أن يجعل عهدا على نفسه للمنحرفين عنه بأن يحكموا بما يشاءون في ما لا يرتكز على قاعدة الحق والعدل (إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ).
(سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ) فمن هو الذي يتكفل بهذا الموقف الجائر الذي لا يتفق مع خط الله ، وكيف يمكن أن يتحمل المسؤولية في الأخذ بذلك