ويستطرد في استنتاجه ليستوحي من سياقها أن مضامين هذا الفصل من الآيات تناسب حال المنافقين في المدينة الذين كانوا يحيطون بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن اليمين وعن الشمال.
وقد نوقش قول الحسن بأن الحق المعلوم لا يراد به الزكاة ، فقد روي عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام أن المراد به حقّ يسميه صاحب المال في ماله غير الزكاة المفروضة.
كما ورد عن ابن عباس : هذه السورة نزلت بعد سورة الحاقّة التي هي من السور المكية ، مع ملاحظة أن سياقها في بداياتها ونهاياتها التي تتحدث عن اليوم الآخر يناسب كونها مكية (١).
* * *
في آفاق السورة
أمّا أغراض هذه السورة فتتلخص في يوم القيامة الذي جاءت الآيات. لتنفذ من خلاله إلى أعماق النفس الإنسانية ، لتهزها هزّا عنيفا من الداخل في ما تثيره من أجواء الرعب الكوني الذي يتمثل في انهيار الثوابت الكونية كالسماء والجبال فتتحول إلى شيء سائل ، أو خفيف طائر ، وفي غيبوبة كل إنسان في همومه الذاتية بالمستوى الذي تموت فيه كل العلاقات الحميمة أمام هذا الجوّ المرعب ، وتجعل كل شخص يفكر بالتضحية بكل شيء عزيز عليه في الدنيا من أهله وأصحابه ، ممّن كان يضحّي بالغالي والنفيس من أجل سلامتهم. وتتمثل النار في صورة الكائن الحيّ الذي يملك الشعور والصوت لينادي
__________________
(١) للمزيد من الاطلاع مراجعة الميزان ج : ٢٠ ، ص : ٥ ، ٦ ، ٧.