ألوان الإغراء التي تهدّد سلامته الروحية ، ومناعته الأخلاقية ، فإذا لم يكن في المستوى المتوازن من الطهارة الرسالية ، كان معرّضا للسقوط أمام تلك الإغراءات ، ممّا يمنعه من الاستمرار في أداء رسالته.
* * *
والرّجز فاهجر
(وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) قيل : الرجز العذاب ، والمراد بهجره هجر سببه ، وهو الإثم والمعصية ، وقيل : الرجز اسم لكل قبيح مستقذر من الأفعال والأخلاق ، وقيل : الرجز : هو الصنم ، فيكون كناية عن الشرك.
وفي جميع المعاني ، تتضمن الفقرة توجيه النبي إلى هجران الأمور التي تتنافي مع المضمون الحيّ لرسالته ، لأن التلوّث بالخبث الروحي أو الفكري أو العملي ، يعني الانفصال عن خط الرسالة ، والاستسلام للوضع المنحرف الذي يحوّله إلى إنسان منحرف خبيث ، لا يستطيع أن ينطلق بخفّة الروح ، وطهارة الضمير ، وسلامة الخط ، واتّزان الحركة في خطواته ، ممّا يبتعد به عن الوصول إلى النتائج الكبيرة التي يتحرك في اتجاهها في الدعوة ... وقد نستوحي من كلمة الهجز للرجز بجميع معانيه ، أن الدعوة لا بد من أن تتحرك في خطين : خطّ إيجابيّ يلتزم الأخذ بكل طاهر وحسن ، وخطّ سلبيّ يلتزم الإعراض عن كل رجس وقبيح ، انطلاقا ممّا يمثّله السير على خط الإسلام ، والابتعاد عن خط الجاهلية.
* * *
لا تمنن تستكثر
(وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) أي لا تشعر بالمنّ على الناس عند ما تكابد الجهد في الدعوة ، وفي الرعاية والخدمة ، لتحس بأنك قدمت الكثير عند ما تجد ما