(أَعْجازُ) : جمع عجز ، وهو أصل النخلة الذي يتحول إلى خشب.
* * *
الحاقة وأهوالها حقيقة دينية ثابتة
(الْحَاقَّةُ* مَا الْحَاقَّةُ) الكلمة مشتقة من الحق الذي يمثل الثبات ، ولمّا كان يوم القيامة يمثل الحقيقة الدينية الثابتة التي لا مجال للشك فيها ، فقد عبّر عنه بهذه الكلمة التي أريد لها أن تهز الضمير الإنساني في أعماقه عند ما يتطلع في وعيه إلى اليوم الآخر الذي كان الجدل يثور حوله بين المؤمنين والمكذبين به ، في ما يؤكده هؤلاء ويكذبه أولئك ، فإذا بالصيحة تدوّى لتطلق الكلمة غير المألوفة لديهم في اشتقاقها ، فتطرحها لتوحي بأن الآخرة هي الحاقّة في طبيعة تمثيلها للحق وهي التي تعطي الحق عمقه وامتداده.
ثم يثور السؤال : ما الحاقّة ، ما هي حقيقتها ، ما هي تفاصيلها ، ما هي طبيعة الموقف فيها ، كيف يواجهها ، وكيف يكتشف الغموض في داخلها؟ وتنطلق الكلمة الأخرى (وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ) للإيحاء بالتهويل ، فهي الحقيقة التي لا مجال لإدراكها لما فيها من الأهوال العظيمة ، والمشاهد الكبيرة ، والأوضاع المتنوعة التي لم يشاهدها الناس من قبل ، بحيث إن التصوّر لا يبلغ مداها.
وهذا ما يريد الله للإنسان أن يعيشه في تهاويلها الحقيقية الكامنة في الغيب ، ليدفعه ذلك إلى مواجهة الموقف الذي يطلّ عليها في ساحة العمل بكل جدّية ومسئولية ، في ما يقبل عليه من حسابها العسير أمام الله.
* * *