محال ، وان كان لمخصص نقلنا الكلام إليه وهلم جرا.
[اثبات الإرادة لله تعالى]
قال : البحث الخامس ـ في أنه تعالى مريد : وخالف في ذلك جمهور الفلاسفة.
لنا : أن العالم محدث على ما تقدم ، فتخصيص ايجاده بوقت وجوده دون ما قبله وما بعده لا بد له من مرجح ، وهو الإرادة ، تساوي نسبة القدرة الى الطرفين. والعلم تابع ، فلا يكون هو المتقدم بالذات.
وهل الإرادة في حقه تعالى نفس العلم بما يشتمل عليه الفعل من المصلحة أو مغايرة له؟ أبو الحسين على الاول ، والاشعرية وأبو هاشم على الثاني.
وقد بينا توجيه الكلامين والاعتراض عليهما في كتاب «النهاية».
أقول : اتفق المتكلمون على وصفه تعالى بالارادة ، وخالف الفلاسفة في ذلك ولم يثبتوا له تعالى هذه الصفة ، بناء منهم على أن القاصد الى ايجاد شيء يكون مستكملا بذلك الشيء من حيث أنه اذا فعله حصل ما هو أولى به أن يفعله فان القاصد لايجاد شيء لو لم يكن ذلك الشيء أولى به لما توجه القصد نحوه فلو كان تعالى مريدا لكان مستكملا ، فيكون ناقصا تعالى الله عنه.
وفيه نظر : فانه يجوز أن يقصد الى ايجاد شيء لكون ذلك الشيء حسنا في نفسه ، فانه يقع الغير حسنا في نفسه.
واحتج المتكلمون على ثبوت الإرادة بما ذكره المصنف وتقريره : أن الله تعالى أوجد العالم في وقت وجوده دون ما قبله وما بعده ، مع تساوي الاوقات بالنسبة الى الفاعل والقابل ، وأوجده على شكل دون شكل ، فانه جاز أن تكون مثليا أو مربعا أو مخمسا ، أو غير ذلك من الاشكال الممكنة للاجسام ، فاختصاص